كتاب الإيمان/ باب قيام ليلة القدر من الإيمان
متن الحديث
35. حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب قال: حدثنا أبو الزناد عن الإعراج عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقم من ذنبه".[1]
1. بعض الروايات
أ- أخرجه مسلم : "من يقم ليلة القدر فيوافقها، أراه إيمانا واحيسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
ب- أخرجه أبو داود والترميذى والنسائ: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب فى قيام رمضان من غير ان يأمرهم بعزيمة فيقول: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
ت- وفى رواية اخرى: " من قام رمضان إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.[2]
2. شرح بعض الكلمات
أ- "من يقم" بفتح الياء، من قام يقوم
ب- "ليلة القدر" الكلام فى ليلة القدر أنواع: الأول: فى وجه التسمية به فقيل: سمي به لما تكتب فيها الملائكة من الأقدار والأرزاق والآجال التى تكون فى تلك السنة.وقيل لعظم قدرها وشرفها. وقيل لأن الطاعات لها قدر زائد. الثانى :اختلف العلماء فى وقتها فيه فقالت جماعة: هي منتقلة تكون فى سنة فى ليلة وفى سنة فى ليلة اخرى. وقال ابن عمر رضى الله عنهما: فى شهر رمضان كله. وقيل: بل فى ثلاث وعشرين أو سبع وعشرين وهو قول ابن عباس رضى الله عنهما. الثالث: فى مسألة هل هى محقق ترى أم لا؟ قال النووى: أجمع من يعتد بهعلى وجودها ودوامها إلى آخر الدهر وهى موجودة يحققها من شاء الله تعالى من بنى آدم كل سنة فى رمضان وأخبار الصالحين بها ورؤيتهم لها أكثر من ان تحصى. وقال الزمخشرى: ولعلى الحكمة فى أخفائها أن يحي من يريدها الليلى الكثيرة طلبا بمفقتها فتكثر عبادته وأن لا يتكل الناس عند إظهاره على إصابة الفضل فيها فيفرطوا فى غيرها.
ت- "إيمانا" أى تصديقا بأنه حق وطاعة
ث- "واحتسابا" أى إرادة وجه الله تعالى لا لرياء ونحوه.[3] فقد يفعل الإنسان الشئ الذى يقتد أنه صادق، لكن لا يفعله مخلصا، بل لرياء أو خوف أو نحو ذلك. يقال احتسابا أى: حسبة الله تعالى، ومحتسبا مريدا بذلك وجه الله تعالى بريئا من الرياء والسمعة راجيا عليه ثوابه.
ج- "غفرله" من الغفر، وهو الستر، ومنه المغفر وهو الخودة، ومغفرة الله تعالى لعبده إلباسه إياه العفو وستره ذنوبه.
3. بعض الأسئلة والأجوبة
السؤال الأول : لم قال النبي صلى اله عليه وسلم من يقم بلفظ المضارع، وقال فيما بعده بلفظ الماضى؟
الجواب : بأن قيام رمضان وصيامه محقق الوقوع، فجاء بلفظ يدل عليه بخلاف قيام ليلة القدر فإنه غير متيقن فلهذا ذكره بلفظ المستقبل.
السؤال الثانى : ما النكتة فى وقوع الجزء فى الماضى مع أن المغفرة فى زمن الاستقبال؟
الجواب : للإشعار أنه متيقن الوقوع متحقق الثبوت، فضلا من الله تعالى على عباده
السؤال الثالث : هل يقتضى لفظ من يقم ليلة القدر قيام تمام الليل؟
الجواب : 1. قال بعض الأئمة: أنه يكفي الأقل
: 2. قيل : حتى بكفاية فرض صلاة العشاء فى دخوله تحت القيام فيها
: 3. قيل : أن ليلة القدجر وقعت مفعولا به لقوله يقم، فينبغي أن يوصف جميع الليلة با لقيام، لأن من شأن المفعول أن يكون مشمولا بفعل الفاعل
السؤال الرابع : ما معنى القيام فيها إذ ظاهره غير مراد قطعا؟
الجواب : لأن القيام للطاعة مثل قوله تعالى : (وقوموا لله قانتين) وهو حقيقة شرعيةفيه
السؤال الخامس: الذنب علم لأنه اسم جنس مضاف، فهل يقتضى مغفرة ذنب يتعلق بحق الناس؟
الجواب : أن حقوق العباد لا بد فيها من رضى الخصوم فهو عام اختص بحق الله تعالى ونحوه بما يدل على التخصيص.[4]
4. الأمور المستفادة
أ- مشروعية قيام ليلة القدر
ب- أن الأعمال من الإيمان
ت- أفضلية ليلة القدر
ث- رحمة الله تعالى لعباده من يقم ليلة القدر بالمغفرة
كتاب التوحيد/ باب من تفسير التوراةوغيرها من الكتب الله با العربية وغيرها لقول الله تعالى ٌ(قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين)"
متن الحديث رقم: 7543
حدثنا مسدد حدثنا إسماعيل عن أيوب عن نافع "عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: أتي النبى صلى الله عليه وسلم برجل وامرأة من اليهود قد زنيا فقال لليهود: ما تصنعون بهما؟ قالوا: نسخم وجوههما ونخزيهما، قال: فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين، فجاؤوا فقالوا لرجل ممن يرضون: يا أعور اقرأ ! فقرأ حتى انتهى إلى موضع منها فوضع يده عليه قال: ارفع يدك فرفع يده فإذا فيه آية الرجم تلوح فقال: با محمد إن عليهما الرجم ولكنا نتكاتمه بيننا. فأمر بهما فرجما، فرأيته يجانئ عليها الحجارة."[5]
أ. بيان الباب
هذا باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها مثل الإنجيل والزبور والصحف التى نزلت غلى بعض الأنبياء عليهم السلام با لعربية وغيرها من اللغات. فمنها أقوال العلماء:
- قال الكرمانى: قوله تفسير التوراة وغيرها وكتب الله عطف الخاص على العام. وقال أبى ذر ولغيره: عطف العام على الخاص لأن التوراة من كتب الله.
- فى رواية الكشميهنى "بالعبرانية وغيرها" ولكل وجه، والحاصل أن الذى بالعربية مثلا يجوز التعبير عنه با لعبرانية وبا لعكس.
- قوله "قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين" وجه الدلالة من الآية أن التوراة با لعبرانية، وقد أمر الله تعالى أن تتلى على العرب وهم لا يعرفون العبرانية فقضية ذلك الإذن فى التعبير عنها بالعربية.[6]
ب. شرح الكلمات
- "إسماعيل" هو ابن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن علية.
- " أيوب" هو السختيابي
- " أعور" مجرور بالفتحة صفة رجل، وفى رواية "يا أعور" وهو با لرفع ننادى مبنى با لضم.
- " نسخم" من التسخيم وهو تسويد الوجه
- " نخزيهما" اى نفضحهما بان نركبهما على الحمار معكوسين وندورهما فى الأسواق
- قوله "لرجل" هو عبد الله بن صوريا
- " فوضع يده عليها" اى على آية الرجم
- " تكاتمها" اى الآية التى فيها الرجم
- "يجانئ" اى يكب عليها، يقال جنئ الرجل على الشيء وجانا عليه وتجانا عليه إذا كب
ج. الأمور المستفادة
1. مشروعية السؤال عن الحكم
2. جواز التعبير بلغة القوم
3. مراعات احوال المخاطب
4. حرص النبي على تفهيم الأمة أمور الدين
5. بيان حكم الزنا
6. سوء الزانية والزانى
المصادر
1. الإمام الحفظ أحمد بن على بن حجر العسفلانى، فتح البارى بشرح صحيح الإمام أبى عبد الله محمد بن إسماعيل البخارى، الجزء الأول، دار البيان للتراث ، القاهرة
2. الإمام الحفظ أحمد بن على بن حجر العسفلانى، فتح البارى شرح البخارى، الجزء الثالث عشر، دار السلام، الرياض الطبعة الأولى 1421ه-2000م
3. الإمام بدر الدين أبى محمد محمود بن أحمد العيني. عمدة القارى شرح صحيح البخارى، الجزء الأول، دار احياء التراث العربية بيروت لبنان
4. الإمام بدر الدين أبى محمد محمود بن أحمد العيني. عمدة القارى شرح صحيح البخارى، الجزء الثالث والعشرون، دار الفكر بيروت لبنان
5. أبي الطيب الصديق حسن بن على الحسيني القنوجي البخاري، عون البارى لحل أدلة صحيح البخارى، المجلد الأول، طبع على نفقة أمير الدولة قطر 1301ه-1981م
[1]. فتح البارى بشرح صحيح للإمام أبى عبد الله محمد بن إسماعيل البخارى، الإمام الحفظ أحمد بن على بن حجر العسفلان الجزء الأول ص: 113. دار البيان للتراث ، القاهرة
[2] . عمدة القارى شرح صحيح البخارى، للإمام بدر الدين أبى محمد محمود بن أحمد العيني الجزء الأول ص:357، دار احياء التراث العربية بيروت لبنان
[3]. عون البارى لحل أدلة صحيح البخارى، لأبي الطيب الصديق حسن بن على الحسيني القنوجي البخاري المجلد الأول ص:175 ، طبع على نفقة أمير الدولة قطر 1301ه-1981م
[4] . عمدة القارى شرح صحيح البخارى ، ص: 359
[5] . فتح البارى شرح البخارى، للإمام الحفظ أحمد بن على بن حجر العسفلانى الجزء الثالث عشر ص: 643 ،
دار السلام، الرياض الطبعة الأولى 1421ه-2000م
[6] . عمدة القارى شرح صحيح البخارى، للإمام بدر الدين أبى محمد محمود بن أحمد العيني الجزء الثالث والعشرون ص: 192، دار الفكر بيروت لبنان
0 comments:
Post a Comment